السبت، 21 مايو 2011

رسالة إكبار إلى أطفال درعا الكبار




أطفال درعا




 

شريف عبد العزيز

- رسالة إكبار وإعظام إلى هؤلاء الصغار الكبار الذين أيقظوا سبات شعب طال رقاده، وعظمت محنته، وطال قهره وظلمه وإذلاله.. رسالة إلى هؤلاء الرياحين الذين فاحت أزاهيرهم مسكًا فواحًا على النفوس البائسة والقلوب الداكنة.. رسالة إلى هؤلاء الشموس المشرقة التي أضاءت ظلمة العزائم والإرادات الخائرة.. الأطفال الرجال الذين ألقوا حجرًا كبيرًا في ذاكرة الشعب العريق، فذكروه بأمجاده التليدة، ومشاهده الخالدة.

- لم يكن يخطر على بال مجموعة من أطفال محافظة درعا السورية، الذين لم يبلغوا الحلم بعدُ، دون الرابعة عشرة، وهم يكتبون على بعض الجدران، ببراءة الطفولة المعروفة عبارة (الشعب يريد إسقاط النظام)، في مشهد تقليدي حاكوا به مشاهد الثورة في تونس ومصر وليبيا، واستوحوه من الفضائيات التي تبث أخبار الثورات التي لم تنقطع منذ مطلع العام..لم يكن يخطر على بالهم أبدًا، بأن هذه الشعارات المكتوبة بطفولية وعفوية ستقود لإشعال أكبر ثورة تشهدها البلاد السورية في العصر الحديث.

- فهؤلاء الأطفال الأبرياء قد سيقوا مثل المجرمين بعد كتابتهم لهذه العبارات إلى دائرة الأمن السياسي (أمن الدولة) في محافظة درعا، ليجدوا أنفسهم وجهًا لوجه مع الشيطان "عاطف نجيب" مسئول الأمن السياسي في درعا، وهو رجل ربما نكون قد أسأنا للشيطان كثيرًا لما قرنا الاسمين والوصفين معًا؛ فالشيطان عادة لا يتسلط على الأطفال السذج، فهو لا يستطيع إغواءهم أو إضلالهم، أما هذا القاسي البليد فقد مات ضميره واسودَّ قلبه وعميت نفسه منذ زمن بعيد، فعامل الأطفال الصغار معاملة المعارضين السياسيين والإسلاميين في بلاد هي الأشهر والأبشع في القمع والتصفية..

دخل الأطفال الزنازين، وربطوا على السلخانات، وضربوا بالسياط، وأحرقوا بأعقاب السجائر، ونزعت أظفارهم بالكماشات، في مشهد تتبرأ منه الأرض والسموات، ومن ثَمَّ تنفجر ثورة البلاد السورية في كل مكان، كأنها بركان الغضب انفجر به الصدور، فلم يعد في التصبُّر سلوى، ولا في النجوى شكوى، وارتفعت الهتافات إلى عنان السماء: الحرية، الحرية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق